دمار أسرتي – نداء مفجع للقلب من امرأة مسلمة في سدني [Arabic]

Share This Post

Share on facebook
Share on linkedin
Share on twitter
Share on email

نسلّط الضوء في هذه القصة على صراع مرير مع COVID-19 لإحدى أُسر سدني كمثال على تأثير COVID-19 على الأسر المسلمة في سدني، في هذه المدينة بالذات وهذا الوقت بالذات.

لقد عمدنا إلى عدم ذكر اسم الأخت والأسرة حفاظاً على الخصوصية، علماً أن رابطة المرأة المسلمة (MWA) على اتصال بأفراد الأسرة المعنيّة وتقدم لهم المساعدة. نسأل الله عزّ وجلّ التخفيف عنهم وعن أفراد مجتمعنا.

رسالة الحاجة مهى عبدو إلى أبناء مجتمعنا بخصوص هذه القصة المفجعة  

لقد كانت الأسابيع الأخيرة صعبة للغاية، إذ ترتّب علينا مواجهة كافة أنواع الشدائد التي يعاني منها الجميع خلال الإغلاق.

ومن المؤسف أنه في خضمّ محاولة كلّ منا دعم الآخر وتشجيع الآخر على إجراء الفحص والحفاظ على السلامة بتلقّي اللقاح، يتوجب علينا  أيضاً دحض مزاعم الذين لا يزال بظنّهم أن الأمر لا يعدو كونه مؤامرة.     

أقصُّ هذه الحكاية على أبناء المجتمع من أجل إظهار حقيقة هذا الصراع وحقيقة تأثيره على الناس.

أناشدكم بصدق أن تقرأوا التجربة التالية لأخت غالية ليس فقط لاضطرارها لتنفيذ العزل الذاتي بل أيضاً للعيش بعيداً عن أطفالها فلذات أكبادها (حفاظاً على صحتهم وعافيتهم) وفي ذات الوقت دعم بقية أفراد أسرتها.

إنني أعرفُ هذه الأسرة الجميلة وأقدّر حقّ التقدير شجاعة أفرادها على إخبار قصتهم.

يُرجى قراءة هذه القصة بصدر رحب والعمل على إيصالها إلى الجميع، واذكروا كافة أفراد الأسرة في صلواتكم.

انشروا هذه الرسالة مع الرجاء والأمل أن يتفهمها أحباؤكم وتحرّك فيهم واجب الحرص والحسّ بمسؤولية القيام بالفحص متى شعروا بتوعّك. وإذا استطعتم، يرجى منكم أيضاً أخذ اللقاح.

أسرتي تدمّرت | رسالة أختنا إلى أبناء المجتمع

لقد أثّر COVID-19 على كافة أفراد أسرتي وأريد أن أُطلِع الجميع على رحلة عذابنا.

مهما كان رأيكم بالأحوال، خذوا العبرة من تجربتي وضعوا مصلحة أحبائكم نُصب أعينكم وابقوا في منازلكم!

أصيبت إبنة عمي البالغة 38 عاماً من العمر بالفيروس أولاً لكنّ الأعراض ابتدأت خفيفة جداً لديها ولم تدرك بوجودها لحين أن ذهبت إلى المستشفى بعد بضعة أيام وهي تعاني من ضيق في التنفّس. ولا تزال حتى الآن في المستشفى بعد 14 يوماً من دخولها إليه.  

بعد التأكد من إصابتها جاءت نتائج فحوصات كافة أفراد أسرتها بأنهم مصابون بالفيروس وانتهى المطاف بابنتها البالغة 17 عاماً من العمر في غرفة العناية المركّزة.

وبعد ذلك بيّن فحص شقيقتها البالغة 36 عاماً من العمر أنها مصابة بالفيروس وكذلك زوجها وأطفالها الأربعة الصغار، وانتهى الأمر بشقيقتها في المستشفى وأطفالها الأربعة وزوجها الذي في حالة إعياء شديد يصارعون المرض!

وأصيبت عمتي بالمرض وهي طريحة الفراش منذ 3 أسابيع في عزلة ذاتية في غرفة نومها حفاظاً على سلامة أحفادها.

والتقط العدوى ابن عمي وزوجته وأطفالهما الثلاثة، وابن عمي هو أيضاً طريح الفراش الآن.

خرجتُ في نزهة سيراً على الأقدام مع أطفالي وابنة عمي البالغة 36 عاماً وأطفالها. كانت ابنة عمي مُعدية، لكنها لم تكن تدرك أنها مصابة بالفيروس آنذاك، وكان التنزّه مسموحاً به كنوع مقبول من التمرين.

أمضينا 14 يوماً في العزلة الذاتية وأجرينا فحوصات منتظمة بيّنت جميع نتائجها بأننا غير مصابين بالفيروس حتى اليوم 12 حين بيّنت نتيجة فحص ابنتي أنها مصابة بالفيروس ثم جاءت نتيجة فحصي بأنني مصابة بالفيروس في اليوم 14 الأخير!

يعاني ابني البالغ 3 سنوات من العمر من ربو شديد ولدى ابني البالغ 5 سنوات من العمر حالة مرَضية مزمنة في الرئتين ولم تمضي سوى 7 شهور على العملية الجراحية التي أُجريت له لاستئصال فُصّين من رئته اليمنى.

عندما أصبحنا مصابين بـCOVID-19، جُنّ جنون فريق الاختصاصيين الذي يعتني بطفلي إذ أن حالته كانت شديدة الخطورة لدرجة أن أدنى نزلة برد يمكن أن تستدعي نقله إلى المستشفى.

ثم تلقّيت اتصالاً الليلة الماضية من فريق أطبائه رجونني فيه أن أنقل أبنائي الإثنين إلى المستشفى. أصعب شيء على قلبي كان فراقي لطفليّ ولكن ذلك كان لسلامتهما.

لا أعلم كم سأبقى بعيدة عنهما، ولا أعلم ماذا سيحلّ بهما إذا مرضا، لا استطيع حملهما، أو غمرهما، أو تقبليهما، أو العناية بهما لأنني أشكّل خطراً عليهما.

لا أتمنى حسرة القلب التي أعاني منها لأحد، يملأني إحساس بالفراغ، أبكي بلا انقطاع، ولا يفارقني الشعور بالكآبة والقلق. 

لا خسارة لعمل أو افتقاد للمناسبات الاجتماعية أو خسارة مالية تعادل خسارة الأحباء. أقدّر صعوبة عدم التمكّن من دفع الفواتير وغير ذلك، لكنني مستعدة للتنازل عن كل شيء دون تردد مقابل ضمانة الوقاية من هذا الفيروس.

هذه الضمانة بيدّ كل منكم إذا بقيتم في منزلكم وتقيّدتم بالنصائح. فكروا بطفليّ طريحيّ الفراش في المستشفى المحرومَين من عطف أمهما قبل أن تطأ أقدامكم عتبة باب منزلكم والقيام بجولاتكم.

رجاءً!

نطلب من الله سبحانه وتعالى أن يمنحنا جميعاً الصحة والصبر والعطف خلال هذه الأوقات العصيبة.

More To Explore